الصـــدقه ليست مــآلآ فقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــط ........

الإثنين سبتمبر 19, 2011 5:45 am

يظن كل من قيل له : أخرج صدقتك فلم يستطع دفع شيءبأنه فاته الأجر الكبير ، ولعله يحدث نفسه فيقول : لو وجدت ما أنفقه لما تأخرت عن الصدقة، فأقول له : بل تأخرت كثيراً لأن هذا النوع من الصدقات لا يكلفك شيئاً ، بل على العكس فقد تتصدق في اليوم الواحد عشرات المرات ، وأنت لم تُخرج درهماً واحداً .

ولعل حديث أبي ذر رضي الله عنه خير دليل على أن كل إنسان بمقدوره أن يتصدق ولو لم يجد مالاً ، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن أناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم ، قال أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن كل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة . قالوا : يارسول الله : أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في الحرام ، أكان له وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر) رواه مسلم .

قال ابن رجب : ومعنى هذا أن الفقراء ظنوا أن لا صدقة إلا بالمال ، وهم عاجزون عن ذلك ، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن جميع أنواع فضل المعروف والإحسان صدقة .

وما ذكر في حديث أبي ذر من الصدقات الغير مالية ، نفعها قاصر على فاعلها .

فالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير من أفضل ما يتقرب به العبد إلى مولاه وكذلك الاستغفار والمشي إلى الصلاة ، وصلاة ركعتي الضحى ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتلاوة القرآن ، والتواضع في اللباس ، والمشي ، واكتساب الحلال والتحري منه ومحاسبة النفس على ما سلف من أعمالها ، والبكاء من خشية الله ، والتفكر في ملكوت السموات والأرض .

وهناك الصدقات الغير مالية المتعددة النفع كالإصلاح بين الناس ، وإعانة الرجل على دابته تحمله عليها أو يرفع متاعه .

كما في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام وعيادة المريض ، واتباع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، وتشميت العاطس) .

ومنها : كف الأذى عن الناس باليد واللسان ، كما في الصحيحين عن أبي ذر قلت: يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : (الإيمان بالله والجهاد في سبيله) قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : (تعين صانعاً أو تصنع لأخرق) قلت : فإن أرأيت إن ضعفت من بعض الأعمال ؟ قال : تكف شرك عن الناس ، فإنها صدقة) .

ومن أنواع الصدقات : المشي بحقوق الآدميين الواجبة إليهم ، ففي المسند عن بريدة مرفوعاً : من أنظر معسراً فله بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين ، فإذا حل الدين فأنظره بعد ذلك ، فله بكل يوم مثله صدقه .

ومنها الإحسان إلى البهائم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صفتها ، فقال : (في كل كبد رطبة أجر) .

ومنها ما جاء في الصحيحين من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلمقال : ( ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً ، فيأكل منه إنسان أو طير أو دابة ، إلا كان له صدقة) .

ومن أنواع الصدقة إماطة الأذى عن الطريق ، وخرج الإمام أحمد من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (كل معروف صدقة ، ومن المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إنائه) .

فها هي تلك الصدقات بين يديك ، وما عليك سوى أن تجود ، بما تيسر لك منها دون تقاعس ، لأننا في شهر كريم ، وقد كان هدى النبي صلى الله عليه وسلم من أجود الناس في هذا الشهر .

فبادر يا رعاك الله واخرج صدقتك ، وليكن محمد صلى الله عليه وسلمقدوتك .

إضاءة :

عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ؟ قال : ذكر الله عز وجل .